كان من الواضح أن ما قامت به جبهة البوليساريو الانفصالية مؤخرا في السمارة هو استفزازٌ للمملكة المغربية، في محاولة لإدخال قضية الصحراء نحو نفق مسدود، وتحويل الحوار والواقعية السياسية إلى حربٍ يراها متابعون ومحللون أنها "انتحار حقيقي".
مسار القضية الطويل يبدو أنه أصبح مزعجا للبعض، مقابل طولِ نَفَس المملكة، فآثروا أن يضعوا حدا لأنفسهم بأنفسهم، بدل اختيار الحل المنطقي
القيادي السابق، وأحد المؤسسين لـجبهة البوليساريو الانفصالية، البشير الدخيل، يرى الرصانة التي تشتغل بها الدولة المغربية على ملف الصحراء مثيرة للإعجاب، مؤكدا أن سياسة ضبط النفس ليست سهلة؛ لأن من طبيعة الدولة ألا تكون منفعلة وأن تسير بالعقل وتحل المشاكل بعقلانية.
ويعتبر المتحدث، في ندوة حملت عنوان "آفاق الطي النهائي لملف الصحراء المغربية"، نظمت تخليداً للذكرى الثمانين لتأسيس "حزب التقدم والاشتراكية"، أن المغرب أصبح له مخطط واسع وكبير ويعطي نتيجة.
يقول الدخيل "المغرب له جيش قوي والبوليساريو تنتحر باستفزازه، ومن يدفع الجبهة للحرب مع المغرب إنما يدفعها للموت، فالعتاد المتوفر في البوليساريو لا يستطيع الصمود أمام الجيش المغربي".
من جانبهم، يرى محللون آخرون أن العمل الإرهابي الذي استهدف ساكنة مدينة السمارة تدينه الاتفاقيات الدولية والقانون الدولي الإنساني وأيضا قانون النزاعات والحروب، على أساس أن هذه الأهداف هي أهداف مدنية وليست عسكرية.
كما أشارت تقارير ألمانية ذات مصداقية دولية مؤخرا إلى أن منطقة “تندوف” هي أرضية لإنتعاش الحركة الإرهابية، وهو ما ينذر حقا أن البوليساريو بدأت في دق آخر المسامير في نعش كيانها الوهمي.